• Home
  • Blog
  • لماذا تفشل في كل شئ؟

لماذا تفشل في كل شئ؟

لماذا تفشل دائما؟ من أكثر الأشياء إحباطاً أن تجد أن كل حياتك تسير بطريقة خطأ، ولا تتمنى شيئاً ما إلا ويحدث عكسه تماماً، أنا أعرف هذا الشعور تماماً، وكلنا مررنا بمثل هذا من قبل، فهو شئ طبيعي طالما أنك تحيا على سطح كوكب الأرض.

في هذا المقال سأتحدث بشكل موجز عن بعض الأسباب التي قد تؤدي للفشل، بعض هذه الأسباب قد تكون هي العائق الوحيد بينك وبين ما تتمنى وتنشد في حياتك.

بدايةً وقبل الحديث عن أسباب لماذا تفشل أغلب الناس في تحقيق أهدافها، أحب أن أوضح فكرة بسيطة لكنها غاية في الأهمية، عن العلاقة المترابطة بين الفشل والنجاح.

بعض الناس يعتقدون أن هناك طريقان في الحياة، إما طريق الفشل، أو طريق النجاح، وهذا صحيح في التصور الديني، حيث أنه هناك طريقان، طريق الطاعات الذي نسير فيه بتوفيق من الله، وهذا نهايته الجنة، أو الطريق الآخر الملئ بالمعاصي عافانا الله وإياكم.

أما في الأهداف الدنيوية فهذا التصور ليس صحيحاً، حيث أنك لو رسمت منحنى لأي شركة أو مؤسسة أو شخص ناجح فستجد أنه مر بمراحل فشل ثم تبعتها مراحل النجاح، ثم عاد المنحنى للهبوط مجدداً، ثم استقر، ثم عاود الإرتفاع للقمة مرة أخرى، وهذا هو ما يحدث حقيقة في الأهداف الدنيوية، كما أنه يحدث في الطاعات والعبادات أيضاً، فبعض الأحيان تشعر بعلو الهمة وتنوي القيام بجميع الفرائض والنوافل والسنن المستحبة، وأحياناً أخرى تجد أنك لا تمتلك الإرادة الكافية للقيام بأي عبادة مهما صغرت.

منحنى النجاح - لماذا تفشل في كل شئ

وكلمة السر هنا تكمن في الاستمرارية والإنضباط الذاتي، حيث أن سلوك الانضباط الذاتي يعتبر من أهم المهارات التي يحتاجها جميع الناس مهما اختلفت رغباتهم، يمكنك الاطلاع على المقال والفيديو الذي تحدثنا فيه عن الانضباط الذاتي من خلال الضغط هنا.

هل سبق من قبل ورأيت طفلاً في عامه الأول يحاول المشي؟

ماذا يحدث عندما يحاول للمرة الأولى؟ يسقط ...

وفي المحاولة الثانية؟ يسقط أيضاً ...

ويستمر هكذا حتى يخطو بثبات خطوة تلو الأخرى ثم يتمكن من المشي بلا توقف حتى يصبح مصدر إزعاج كبير لكل العائلة، وهذا هو المطلوب منك، لا أقصد بالطبع أن تكون مصدر إزعاج للعائلة ولكن أن تحاول وتستمر في السعي والمحاولة حتى تصل إلى ما تريد.

وإذا سألت أي بطل رياضي عن كم الإخفاقات التي تعرض لها، وعدد التدريبات التي يقوم بها، ستتعجب من كمية الفشل الذي قد واجهه هذا البطل، لكن الفرق أن هؤلاء الأبطال استمروا في السعي وتكرار المحاولة رغم إحساسهم الشديد بالفشل والحزن على ضياع مجهوداتهم، لكنهم في نهاية الأمر لم يستسلموا وحققوا أهدافهم. قِس على ذلك كل شئ في هذه الدنيا، الفشل يأتي في البداية ثم بعد الكثير من السعي وتكرار المحاولة وتوفيق الله سبحانه وتعالى، تحقق أهدافك.

وبعد أن عرفنا العلاقة بين الفشل والنجاح، سنتعرف على بعض الأسباب التي قد لا نكترث لها لكنها قد تؤدي إلى عدم النجاح في تحقيق الأهداف.

1-لا تتحمل مسؤولية حياتك

إلقاء اللوم على الآخرين باستمرار والشكوى المستمرة من كل شئ، يعني أنك لا تتحمل مسؤولية حياتك بالشكل الكافي، وهذا للأسف مؤشر خطير جدا، كيف تريد أن تنجح في حياتك إذا كنت لا تتحمل مسؤوليتها؟

أنا أعرف تماماً أنك لست المتسبب في كثير من المشاكل التي أنت غارق فيها الآن، قد تكون بعض هذه المشاكل بسبب سياسات عالمية، حال الدولة التي تعيش فيها، المجتمع المحيط بك، مديرك السئ، لكن ما الحل؟ هل ستضيع عمرك من أجل الشكوى؟ هذا قد ينفع في استجلاب العطف والمواساة، لكن لا أعتقد أن هذا سيفيدك بالفعل أو يحل مشاكلك أو يحقق لك أهدافك. تذكر أن من تسبب لك في المشكلة لن يأتي لك معتذراً، بل غالباً سيمضي في حياته ولا يبالي بما سببه لك، لذا فعليك أنت -وحدك- أن تحاول حل مشاكلك.

فمثلا:

(مصطفى) لديه حساسية من بعض الأطعمة، هذه مشكلة لم يتسبب فيها مصطفى، لكن عليه أن يتحمل مسؤولية حياته ويبتعد عن هذه الأطعمة حتى لا يتأذى.

(طارق) يعيش في دولة ذات أوضاع إقتصادية متردية، حيث ينتشر الغلاء ولا توجد فرص عمل كافية، بدلاً عن الشكوى، قام طارق بتطوير مهاراته وشبكة علاقاته لكي تُتاح له فرص أكبر. في الواقع قد لا يجد (طارق) فرص عمل مناسبة لكنه تحمل مسؤولية حياته وقام بما يجب عليه فعله ولم يستسلم للشكوى.

تحملك لمسؤولية حياتك يعني أنك ستبحث عن حلول للمشاكل حتى لو لم تكن أنت المتسبب فيها.

وتذكر دائما: لن يتحمل شخصٌ آخر مسؤولية حياتك بدلاً عنك، فمن الأفضل أن تتحملها أنت من الآن.

تحمل مسؤولية حياتك - لماذا تفشل في كل شئ

2-لا تثق في قدرتك على النجاح

الثقة عنصر مهم جدا من العناصر التي تؤدي إلى النجاح وفقدانها يجعل أداءك متذبذباً. وليست الثقة ذاتها هي التي تؤدي إلى النجاح، ولكنها هي التي تجعلك تسعى وتحاول وتعمل بإستمرار على الوصول لأهدافك، وتجعلك تتقبل العقبات ومراحل الفشل المؤقتة في رحلة تحقيق الهدف.

ما الفرق بين شخص تجاوز مرحلة الفشل واستمر في السعي وبين شخص آخر استسلم بعد أول تعثر؟

الفرق هو في مقدار ثقة كل شخص في قدرته على النجاح.

في المقابل، بعض الناس يبالغون في إعطاء (الثقة في النفس) حجم أكبر مما هي عليه بالفعل، حيث تجد الكثير من الفيديوهات والمحاضرات التحفيزية التي تتحدث عن أهمية الثقة بالنفس وأنها هي الشئ الوحيد -فقط- الذي تحتاجه لكي تنجح في حياتك، وهذا خاطئ تماماً.

الثقة بالنفس مهمة جدا، لكن بدون مبالغة في أهميتها، كل الأبطال والناجحين مرّوا ببعض الأوقات التي فقدوا فيها الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على النجاح، لكنهم بالرغم من ذلك استمروا في المحاولة ولم يستسلموا.

وأود أن أحذرك بشدة من (الثقة المكتسبة)، وهي تعني الثقة التي تحصل عليها عندما يمدحك الآخرين ويثنون عليك وعلى أفعالك، وهي مشكلة خطيرة لسببين:

1-لأنه إذا توقف الآخرون عن الثناء عليك فسوف تتوقف تماماً.

2-هذا قد يعطيك إنطباع خاطئ عن مقدار مهاراتك وقدراتك الفعلية، ثم  ستصطدم بالواقع الذي تجد فيه أن مهاراتك هي أقل بكثير مما كان يتصور لك بسبب ثناء الناس عليك.

لكن بدلاً من (الثقة المكتسبة) يجب أن يكون لديك (ثقة حقيقية) بنفسك وهي التي تنبع من داخلك مهما كان يهاجمك الآخرون ويسخرون منك ومما تفعل.

وبما أن الثقة في النفس تعتبر سلوكاً، إذاً فهي تحتاج إلى تدريب باستمرار لكي تزداد وحتى تحافظ عليها، فهي ليست مجرد زر بمجرد أن تضغط عليه فيبدأ بالعمل، لذلك كي تزيد من ثقتك بنفسك فهناك أسلوبان يمكن إتباعهم، التدوين والتعلم.

الأسلوب الأول هو التدوين، أحضر ورقة وقلم، أو استخدم برنامج مثل Microsoft Word، قم بكتابة وتدوين كل الأشياء الجيدة التي حققتها في حياتك، ولا يشترط أن تكون إنجازات ضخمة مثل الحصول على جائزة نوبل أو الحصول على درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية. قم بكتابة الأشياء التي تفخر أنت بها، مثلاً قراءة القرآن كاملاً في رمضان السابق، نجحت في مادة صعبة في الجامعة، ساعدت شخصاً ما كان في حاجة إليك، قمت بتعليم الآخرين بعض المهارات، إكمال دورة تعليمية أو تدريبية إلى النهاية والتعلم منها، وهكذا، قم دائما بكتابة كل الأشياء التي تفخر بها وتجعلك تشعر بالإنجاز مهما كنت ترى أن هذا الإنجاز صغير، فهذا مع مرور الوقت وزيادة القائمة سيجعلك هذا تشعر بالثقة بنفسك، وهي بالفعل ثقة مبنية على إنجازات وأشياء حققتها أنت بالفعل.

الأسلوب الثاني هو التعلم، إذا كنت ترغب في القيام بشئ ما وليس لديك الثقة الكافية أنك تستطيع أن تفعله، قم بتعلمه.

إذا لم تكن واثقاً في قدرتك على إنشاء بيزنس خاص بك، تعلم كيف تنشئ بيزنس خاص.

إذا لم تكن قادراً على تغيير مجال عملك بسبب نقص بعض المهارات لديك، قم بتعلم هذه المهارات وابدأ في تطبيقها والعمل بها.

التعلم والعمل من الأشياء المفيدة جدا لزيادة الثقة بالنفس.

الثقة بالنفس - لماذا تفشل في كل شئ

3-تنسحب بسرعة

عدم الصبر، الاستعجال، الشعور باليأس والإحباط، الإنسحاب بعد أول فشل، كل هذه السلوكيات تبعدك تماماً عن أي نجاح.

يقول الشاعر:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله .. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

والمقصود في هذا البيت من الشعر أن طريق الوصول للنجاح وتحقيق الإنجازات ليس سهلاً أو حلواً، لن ينجح أحد دون أن يتذوق مرارة الصبر على ما يريد.

يومياً، في كل أنحاء العالم، هناك الكثيرون الذي يحققون الإنجازات والنجاحات في مجالات الحياة المختلفة، هل تعتقد أن هؤلاء حققوا هذه الإنجازات بين ليلة وضحاها؟ مستحيل! ومهما اختلفت المجالات والأهداف، فإن هناك شئ مشترك بين كل هؤلاء الناس من جميع أنحاء العالم: الاستمرارية.

1-طالب العلم الذي أتم حفظ القرآن الكريم، استمر بالحفظ والمراجعة لسنوات.

2-مدير المشروع، هل تخرج من الكلية كمدير مشروع؟ بالطبع لأ. لقد تدرب كثيرا واجتهد واستمر بالتعلم وتطوير المهارات وترقى في المناصب حتى أصبح مدير مشروع.

3-رجل الأعمال الملياردير الذي بدأ كموظف، هل ورث هذه الأموال عن أبويه؟ لا! لكنه قرر أن يسلك طريق الأعمال والتجارة وتعلم وكوّن الكثير من الخبرات والعلاقات وتحمل الفشل والإفلاس حتى وصل إلى هدفه.

وهكذا يمكنك قياس أي نجاح أو إنجاز تراه من حولك في كل مكان في العالم: السعي والاستمرارية.

المشكلة الحقيقية في الإنسحاب هي أنك لا تدري بالظبط كم المسافة بينك وبين هدفك المنشود، أتذكر صورة تم تداولها بكثرة عبر فيسبوك توضح هذه الفكرة بكل عبقرية.

لا تستسلم - لماذا تفشل في كل شئ

تذكر دائما أنه في بداية أي عمل أو مشروع فإنك ستبذل الكثير من المجهود والوقت والمال، لكن عند نقطة محددة، ستبدأ النتائج بالظهور بسرعة، وما كانت هذه النتائج ستظهر لو أنك استسلمت أو توقفت عن العمل.

النقطة الحرجة - لماذا تفشل في كل شئ

من آفات هذا الزمن هما السرعة والسهولة، حيث أصبح كل شئ متاح بسهولة وسرعة، في أقل من دقيقة ستجد إجابة على أي سؤال يخطر على بالك عن طريق البحث بإستخدام (جوجل)، في أقل من دقيقة يمكنك طلب أي نوع من الطعام يخطر على بالك. لكن للأسف تحقيق النجاح والإنجاز لا يتم بهذه السهولة، حتى تتميز وتحقيق الإنجاز يجب عليك العمل بصبر واستمرار لشهور وسنين، وبالتأكيد أن النتيجة المطلوبة تستحق مثل هذا المجهود.

وهكذا نكون انتهينا من توضيح بعض الأسباب التي تؤدي إلى الفشل أتمنى أن يكون المقال مفيدا، ولا تنسى مشاركة المقال مع أصدقائك والمهتمين لكي تعم الفائدة.

About the Author

Follow me


{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}
>